تخرمت الـمنية في أواخر مارس/آذار الـماضي عالـماً من علمائنا الـمحقّقيـن عرف للعلم قدره وحقه فأخلص له الـخدمة وأخذ منه بفرع التاريخ الذي ألَّف فيه، هو الطيب الذكر سليمان بك أبو عزالدين.
درس الفقيد في الـجامعة الأميركية وانتقل إلى السودان الذي يلتهم قسماً كبيراً من شباننا الذين يرجى منهم أن يكونوا عماد أمّتهم، ولكن لم يكن ككثيرين منهم إذا بعدوا عن البلاد نسوها، فبذل في أثناء وجوده في السودان جهوداً تذكر في سبيل منفعة الـجالية السورية في ذلك الإقليم. ولم تـمنعه الوظيفة التي أسندت إليه هناك عن متابعة دروسه وأبحاثه فشغلت هذه معظم أوقات فراغه.
ولـمّا وضعت الـحرب أوزارها عاد إلى الوطن ووجّه عنايته إلى اتخاذ الوسائل الناجعة في تعليم أبناء الطائفة الدرزية، التي تؤلف جزءًا مهماً من الأمة، ونـجح في تتميم قسم لا يستهان به من برنامجه. ولـمّا رأى الـحالة السياسية في البلاد تشعبت رأى أن لا يحجم عن دخول معتركها فدخل حزب الاستقلال الـجمهوري وعمل فيه.
ولعل أهم أثر علمي تركه لنا سليمان أبو عزالدين تاريخه إبراهيم باشا في سورية. وكان حيـن صدمته السيارة التي سبّبت وفاته منهمكاً في أعماله ودروسه الأخرى التي كان يرجى منها منفعة كبيرة، فكانت خسارتنا به كبيرة.